بداية الصراع العربي ـ الإسرائيلي
لم يكن الصراع الذي نشب علي فلسطين في نهاية حقبة الأربعينيات, منقطع الصلة بالماضي, فليس في حياة الشعوب والدول أزمنة مستقلة عما سبقها أولحقهامادامت نفس أسباب الصدام تتحكم في مسيرة التطور الإنساني, وتربط مابين ماضية ومستقبله.. ولقد ترك الصراع العربي ـ الاسرائيلي بصماته الثقيلة في منطقة الشرق الأوسط خاصة, والساحة الدولية بصفة عامة.
ودفع الدول الي مخاطر وازمات عدة.. وقد نالت كل دولة من دول الشرق الأوسط نصيبها من تكاليف هذا الصراع وعواقبه, بقدر حجمها ومكانتها ووزنها الإقليمي. وكان قدر مصر بحكم موقعها ومكانتها, أن تتحمل النصيب الأوفي من تلك لتكاليف والعواقب, ويقول اللواء أركان حرب متقاعد عبدالمنعم كاطو: كانت بداية الصراع, عندما دعا تيودور هيرتزل في نهاية القرن التاسع عشر الي إقامة دولة صهيونية تكون ملاذا ووطنا لكل يهود العالم, وأختاروا فلسطين لما لها من مزايا روحية وجيواستراتيجية, وكان إغتصابها تحت زعم أنها أرض بلا شعب تحق لشعب بلا أرض.
وحتي تضمن الصهيونية بقاء الدولة, فقد شرع في إنشاء مؤسستها العسكرية إعتبارا من عام1907 من خلال منظمة الهاشومير, والتي حملت شعارا خطيرا وقتها يقول: أنه بالدم والنار سقطت الدولة اليهودية.. وبالدم والنار سوف تبعث من جديد..وقد تحولت هذه المنظمة الي الهاجاناه عام1921, ثم الي جيش الدفاع الإسرائيلي عام.1948
وقد حرصت الصهيونية العالمية في جميع مراحل بناء الدولة إلي استغلال المتغيرات السائدة لصالحها, والي إستقطاب القوي العالمية لدعم جهودها, وكان أهم ماحققته في هذا المجال هو إنتزاع وعد بلفور عام1917 قبل إنتهاء الحرب العالمية الأولي, وبعد إبرام إتفاقية سايكس ـ بيكو التي تقسم أملاك الإمبراطورية العثمانية علي دولتي الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا, وتوجه الولايات المتحدة لترنو بدورها.. وهذا التصريح( الوعد) وضع مسودته حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وقتها, وتم إعتماده من الرئيس الأمريكي ولسون, والذي ارسله ليصدر عن بريطانيا دولة الانتداب علي فلسطين وقتها.. والتصريح في مجمله يمنح وعدا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي.
الموقف العربي قبل نشوب الحرب:
كان عدد الدول العربية المستقلة أعضاء جامعة الدول العربية في هذا الوقت سبع دول( مصر ـ العراق ـ سوريا ـ لبنان ـ المملكة العربية السعودية ـ اليمن ـ شرق الأردن.. وكانت القوات البريطانية موجودة في فلسطين, ومصر وشرق الأردن.. وكان الإستعمار يعمل علي زرع بذور الفرقة مابين الدول العربية.
موقف الدول الغربية الفاعلة:
الولايات المتحدة وبريطانيا:
عام1945, وعقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية, واختفاء الرئيس الأمريكي روزفلت, ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل من المسرح السياسي, والذي حل محلها كل من هاري ترومان في أمريكا وكليمنت آتلي في بريطانيا, فقد تغيرت التوجهات السياسية للدولتين, خاصة تجاه مواجهة الارهاب الذي تمارسه العصابات الصهيونية, وبما آثار حفيظة المؤتمر الصهيوني لعالمي, خاصة عندما طالبت الحكومة البريطانية بتنفيذ ماجاء بالكتاب الأبيض, وبما أدي الي تشكيل لجنة أمريكية ـ بريطانية مشتركة تكون مهمتها بحث إجراءات تحسين أوضاع اليهود في البلدان الأوروبية, الذين تعرضوا للاضطهاد النازي, واتخاذ إجراءات تأمين الهجرات اليهودية الي فلسطين, في نفس السياق ظهرت فكرة تقسيم فلسطين, وهوالذي أصدرت به الأمم المتحدة قرارها رقم181 في29 نوفمبر1947, مع استمرار الإنتداب البريطاني علي فلسطين.
الإتحاد السوفيتي:
عقب الحرب العالمية الثانية, وظهور الإتحاد السوفييتي كقوة عالمية ثانية, فقد كانت توجهاته نحو تقليص نفوذ بريطانيا وفرنسا في المنطقة, والحد من قدرة الولايات المتحدة علي بسط نفوذها عليها, وقد كانت قضية فلسطين مجالا للمزايدة بين الدول الكبري.
والواقع ان الاتحاد السوفيتي, كان يتعامل مع اليهود في فلسطين من منطلق إمكانية إنتشار الشيوعية في المنطقة, خاصة أن أعدادا كبيرة منهم هاجرت من الاتحاد السوفيتي, إلي جانب تقديره الي إمكانية قيام اليهود بزعزعة النفوذ البريطاني في فلسطين, وبالتالي إمكانية تحالف الاتحاد السوفيتي مع الدولة اليهودية الناشئة, لذلك فإنه أغدق في إمداد اليهود بالأسلحة.
الموقف الصهيوني.
عقب صدور قرار التقسيم, بدأت الصهيونية علي الفور في تدعيم قواتها السياسية والعسكرية, والعمل علي تثبيت وجودها علي أرض فلسطين من خلال التوسع في القيام بالعمليات الارهابية لإجبار السكان الفلسطينيين علي ترك مناطقهم والهجرة حتي يتم الاستيلاء علي أراضيهم بلا ثمن, في الوقت نفسه توسعت عمليات شراء الأراضي الفلسطينية بدعم من أغنياء اليهود في أوروبا وأمريكا, والتركيز علي المناطق التي تدخل في الجانب الفلسطيني من التقسيم.
وقد كانت مذبحة دير ياسين في19 ابريل1948, هي أبشع الجرائم التي مارستها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين, هذا الي جانب عشرات الأعمال الارهابية في مختلف الأراضي الفلسطينية, ولم يسلم من الإرهاب الصهيوني الضباط الإنجليز أنفسهم أو الكونت برنادوت مبعوث الأمم المتحدة في فلسطين.
وقد أدت كل هذه الأحداث, الي جانب التآمر الدولي, الي إعلان بريطانيا إنهاء إنتدابها علي فلسطين إعتبارا من14 مايو1948, والتي كانت بمثابة إعلان الحرب الرسمية في فلسطين.
أحداث ومسار حرب فلسطين( الجولة العربية/ الإسرائيلية الأولي)
لم تبدأ حرب فلسطي اعتبارا من15 مايو1948, ولكن سبقتها جولة أخري معلنة, وعلي ذلك فإن أحداث الحرب تنقسم الي مرحلتين, وهما: مرحلة الحرب غير المعلنة( أول ديسمبر1947, وحتي14 مايو1948), ثم مرحلة الحرب المعلنة والتي بدأت إعتبارا من15 مايو1948, واستمرت حتي اتفاقية الهدنة في24 فبراير1949 علي الجبهة المصرية.
لم يكن الصراع الذي نشب علي فلسطين في نهاية حقبة الأربعينيات, منقطع الصلة بالماضي, فليس في حياة الشعوب والدول أزمنة مستقلة عما سبقها أولحقهامادامت نفس أسباب الصدام تتحكم في مسيرة التطور الإنساني, وتربط مابين ماضية ومستقبله.. ولقد ترك الصراع العربي ـ الاسرائيلي بصماته الثقيلة في منطقة الشرق الأوسط خاصة, والساحة الدولية بصفة عامة.
ودفع الدول الي مخاطر وازمات عدة.. وقد نالت كل دولة من دول الشرق الأوسط نصيبها من تكاليف هذا الصراع وعواقبه, بقدر حجمها ومكانتها ووزنها الإقليمي. وكان قدر مصر بحكم موقعها ومكانتها, أن تتحمل النصيب الأوفي من تلك لتكاليف والعواقب, ويقول اللواء أركان حرب متقاعد عبدالمنعم كاطو: كانت بداية الصراع, عندما دعا تيودور هيرتزل في نهاية القرن التاسع عشر الي إقامة دولة صهيونية تكون ملاذا ووطنا لكل يهود العالم, وأختاروا فلسطين لما لها من مزايا روحية وجيواستراتيجية, وكان إغتصابها تحت زعم أنها أرض بلا شعب تحق لشعب بلا أرض.
وحتي تضمن الصهيونية بقاء الدولة, فقد شرع في إنشاء مؤسستها العسكرية إعتبارا من عام1907 من خلال منظمة الهاشومير, والتي حملت شعارا خطيرا وقتها يقول: أنه بالدم والنار سقطت الدولة اليهودية.. وبالدم والنار سوف تبعث من جديد..وقد تحولت هذه المنظمة الي الهاجاناه عام1921, ثم الي جيش الدفاع الإسرائيلي عام.1948
وقد حرصت الصهيونية العالمية في جميع مراحل بناء الدولة إلي استغلال المتغيرات السائدة لصالحها, والي إستقطاب القوي العالمية لدعم جهودها, وكان أهم ماحققته في هذا المجال هو إنتزاع وعد بلفور عام1917 قبل إنتهاء الحرب العالمية الأولي, وبعد إبرام إتفاقية سايكس ـ بيكو التي تقسم أملاك الإمبراطورية العثمانية علي دولتي الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا, وتوجه الولايات المتحدة لترنو بدورها.. وهذا التصريح( الوعد) وضع مسودته حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وقتها, وتم إعتماده من الرئيس الأمريكي ولسون, والذي ارسله ليصدر عن بريطانيا دولة الانتداب علي فلسطين وقتها.. والتصريح في مجمله يمنح وعدا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي.
الموقف العربي قبل نشوب الحرب:
كان عدد الدول العربية المستقلة أعضاء جامعة الدول العربية في هذا الوقت سبع دول( مصر ـ العراق ـ سوريا ـ لبنان ـ المملكة العربية السعودية ـ اليمن ـ شرق الأردن.. وكانت القوات البريطانية موجودة في فلسطين, ومصر وشرق الأردن.. وكان الإستعمار يعمل علي زرع بذور الفرقة مابين الدول العربية.
موقف الدول الغربية الفاعلة:
الولايات المتحدة وبريطانيا:
عام1945, وعقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية, واختفاء الرئيس الأمريكي روزفلت, ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل من المسرح السياسي, والذي حل محلها كل من هاري ترومان في أمريكا وكليمنت آتلي في بريطانيا, فقد تغيرت التوجهات السياسية للدولتين, خاصة تجاه مواجهة الارهاب الذي تمارسه العصابات الصهيونية, وبما آثار حفيظة المؤتمر الصهيوني لعالمي, خاصة عندما طالبت الحكومة البريطانية بتنفيذ ماجاء بالكتاب الأبيض, وبما أدي الي تشكيل لجنة أمريكية ـ بريطانية مشتركة تكون مهمتها بحث إجراءات تحسين أوضاع اليهود في البلدان الأوروبية, الذين تعرضوا للاضطهاد النازي, واتخاذ إجراءات تأمين الهجرات اليهودية الي فلسطين, في نفس السياق ظهرت فكرة تقسيم فلسطين, وهوالذي أصدرت به الأمم المتحدة قرارها رقم181 في29 نوفمبر1947, مع استمرار الإنتداب البريطاني علي فلسطين.
الإتحاد السوفيتي:
عقب الحرب العالمية الثانية, وظهور الإتحاد السوفييتي كقوة عالمية ثانية, فقد كانت توجهاته نحو تقليص نفوذ بريطانيا وفرنسا في المنطقة, والحد من قدرة الولايات المتحدة علي بسط نفوذها عليها, وقد كانت قضية فلسطين مجالا للمزايدة بين الدول الكبري.
والواقع ان الاتحاد السوفيتي, كان يتعامل مع اليهود في فلسطين من منطلق إمكانية إنتشار الشيوعية في المنطقة, خاصة أن أعدادا كبيرة منهم هاجرت من الاتحاد السوفيتي, إلي جانب تقديره الي إمكانية قيام اليهود بزعزعة النفوذ البريطاني في فلسطين, وبالتالي إمكانية تحالف الاتحاد السوفيتي مع الدولة اليهودية الناشئة, لذلك فإنه أغدق في إمداد اليهود بالأسلحة.
الموقف الصهيوني.
عقب صدور قرار التقسيم, بدأت الصهيونية علي الفور في تدعيم قواتها السياسية والعسكرية, والعمل علي تثبيت وجودها علي أرض فلسطين من خلال التوسع في القيام بالعمليات الارهابية لإجبار السكان الفلسطينيين علي ترك مناطقهم والهجرة حتي يتم الاستيلاء علي أراضيهم بلا ثمن, في الوقت نفسه توسعت عمليات شراء الأراضي الفلسطينية بدعم من أغنياء اليهود في أوروبا وأمريكا, والتركيز علي المناطق التي تدخل في الجانب الفلسطيني من التقسيم.
وقد كانت مذبحة دير ياسين في19 ابريل1948, هي أبشع الجرائم التي مارستها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين, هذا الي جانب عشرات الأعمال الارهابية في مختلف الأراضي الفلسطينية, ولم يسلم من الإرهاب الصهيوني الضباط الإنجليز أنفسهم أو الكونت برنادوت مبعوث الأمم المتحدة في فلسطين.
وقد أدت كل هذه الأحداث, الي جانب التآمر الدولي, الي إعلان بريطانيا إنهاء إنتدابها علي فلسطين إعتبارا من14 مايو1948, والتي كانت بمثابة إعلان الحرب الرسمية في فلسطين.
أحداث ومسار حرب فلسطين( الجولة العربية/ الإسرائيلية الأولي)
لم تبدأ حرب فلسطي اعتبارا من15 مايو1948, ولكن سبقتها جولة أخري معلنة, وعلي ذلك فإن أحداث الحرب تنقسم الي مرحلتين, وهما: مرحلة الحرب غير المعلنة( أول ديسمبر1947, وحتي14 مايو1948), ثم مرحلة الحرب المعلنة والتي بدأت إعتبارا من15 مايو1948, واستمرت حتي اتفاقية الهدنة في24 فبراير1949 علي الجبهة المصرية.