استخدام الموبايل في المدارس بين الرفض والقبول
المؤيدون: مواكبة للتكنولوجيا الحديثة
المعارضون: يهدد العملية التعليمية
إدخال الموبايل كوسيلة تعليمية حديثة يمكن الطالب من خلالها الدخول للإنترنت أثناء الحصص الدراسية والحصول علي المعلومة في نفس اللحظة وأيضا تسجيل الحصص الدراسية ومراجعتها فكرة طرحها مصطفي حسن مدير إدارة القاهرة الجديدة التعليمية أثارت جدلا كبيرا بين المهتمين البعض يراها كارثة لا يمكن ان تعود بالنفع علي مستقبل التعليم والبعض الآخر يراها مواكبة لمفردات العصر الحديث والتكنولوجيا المعاصرة ما بين مؤيد ومعارض انقسمت الفكرة وطالب البعض بضرورة تقينتها إذا تم التطبيق.
يقول عقيل رفاعي خبير بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي إن إدخال الموبايل كجزء من وسائل التعليم النشط داخل المدارس ضرورة لأن الموبايل أصبح واقعا في مجتمعنا وقد يتم إدخاله بشكل تجريبي في المرحلة الأولي ضمن مناهج التعليم الفني في الجزء الخاص بصيانة الأجهزة باعتباره مجالاً جديداً يحتاج لمزيد من الخبرة والكوادر المدربة.
يضيف عقيل ان استخدام الموبايل يمكن ان يتسع ليشمل الجانب التربوي أيضا في دراسة المواد الأدبية كوسيلة سهلة وسريعة للحصول علي المعلومة فيما يسمي بآنية المعلومات وهو الأمر الذي يتوافر في حالة استخدام معامل الكمبيوتر الموجودة داخل المدارس حيث يتطلب ذلك جهدا ووقتا أكبر بكثير.
أوضح اننا نحيا في عصر المعلوماتية ومواكبة وقوع الحدث لإذاعته وبالتالي فإن استخدام الموبايل داخل المدارس يعد إضافة للطلاب وليس عبئا إضافيا لأن الواقع العملي يقول ان أكثر من نسبة 90% من الطلاب بمدارسنا يستخدمون الهاتف المحمول بالفعل.
التوعية
قال ان الأمر فقط يحتاج لمزيد من التوعية باستخدامه في الوقت السليم وفيما يخص الجانب المفيد منه وهنا يأتي دور المدرس في متابعة استخدام الطالب للمحمول داخل الفصل فيما يخص العملية التعليمية المعلوماتية وليس في الجانب الترفيهي أو السييء.
يوضح اننا نحتاج لمزيد من الوعي باستخدام الموبايل في حياتنا بشكل عام وليس في إطار استخدامه داخل المدارس فقط فكل مستحدث يدخل علي حياتنا يحتوي علي الجانبين السلبي والايجابي والنتيجة في النهاية تكون لصالح العقل الواعي المتحكم بصورة سليمة في استخدام هذه التكنولوجيا فالحل لن يكون في المنع أو الحجب لأن هذا يأتي بنتائج عكسية تماما وغير مرغوب فيها.
التقنين أولاً
يقول سعيد عمارة مدير مديرية التربية والتعليم بحلوان ان الأمر قد يكون مقبولا بشرط توافره مع جميع الطلبة وعدم إرغامهم علي امتلاكه حتي لا نضيق من الأعباء علي الأسرة المصرية.
يضيف عمارة ان هذا الاستخدام لابد ان يكون مشروطاً أيضا بمعايير وضوابط وصيغة محددة تمنع من الاستخدام السييء في غير العملية التعليمية كما يجب ان تعطي جميع الصلاحيات للمدرس في هذا الإطار حتي يتسني له التحكم في سير الحصة بشكل ايجابي وفعال.
يوضح ان هذا الاستخدام أيضا يجب ان يكون خلال العام الدراسي وليس أثناء الامتحانات حتي لا تحدث فوضي الغش وتبادل المعلومات بشكل عشوائي.
كما اقترح ان يتم إدخاله بشكل تجريبي أولا في بعض المواد العملية للتعرف علي مدي نجاح التجربة خاصة ان هناك نسبة كبيرة من الطلاب ليس لديها القدرة علي امتلاك المحمول الذي يتسم بهذه المواصفات التقنية.
يضيف عمارة انه في حالة توافر بديل أكثر عملية للموبايل فإن استخدامه سوف يكون أكثر فاعلية وعملية داخل المدرسة.
وسيلة مطلوبة
بينما يري مصطفي حسن مدير إدارة القاهرة الجديدة التعليمية ان إدخال الموبايل في المناهج أمر هام ويعد مؤشرا علي مواكبة مستحدثات العصر الحديث ولكننا لا نستطيع ان ننكر ان جميع المستحدثات تأخذ فترة حتي يمكن القبول بها وتعميمها علي نطاق واسع لتصبح واقعاً لا نستطيع الفرار منه أو إنكاره.
يضيف مصطفي ان الأمر كان في بدايته غريبا وربما مرفوضا من شرائح عديدة حتي تم إدخال الموبايل بالفعل في منهج مادة السكرتارية العربي في المدارس التجارية كوسيلة اتصال أساسية لا يمكن تجاهلها وتعد هذه نقطة البداية فما المانع من تعميم الفكرة بشكل أكثر عمقا وأهمية في المدارس الاعدادية والثانوية خاصة بعد تطور تكنولوجيا الإنترنت عبر الموبايل.
أوضح ان هناك عدة أشكال أخري لإدخال الموبايل في العملية التعليمية مثل تسجيل الحصص الدراسية ومراجعتها وإعادة مناقشتها بين الطلاب والمدرس مما يرسخ مفهوم التعليم التفاعلي بحيث يكون الطالب مصدرا للمعلومة وليس مجرد متلقي لها.
يضيف ان الهدف من تقنين وجود الموبايل داخل المدارس هو انه موجود بالفعل مع جميع الطلبة وبالتالي فإن تشريع وجوده لن يجعلنا في حاجة لإصدار لوائح تمنع تواجده داخل المدرسة وبالتالي يتم القضاء علي مصدر مهم من مصادر المشاكل داخل المدارس.
أما هبة عبدالسلام مدير عام إدارة التطوير التكنولوجي بحلوان فتقول ان الفكرة ربما تكون جديدة ومستحدثة لكن تطبيقها صعب لان إدخال أي أنماط تعليمية جديدة لابد ان يصاحبها موائمة مجتمعية وقبول من أكبر نسبة من أفراد المجتمع المحيط فالمدرسة مؤسسة ذات طابع اجتماعي لا تفصل بأي حال من الأحوال عن المجتمع أما ان يسير الأمر دون دراسة أو تمهيد فإن ذلك سيعد دربا من دروب العبث لأن السيطرة علي أعداد كبيرة من الطلاب يستخدمون تقنية الموبايل داخل الفصل سيكون مستحيلا بالنسبة للمعلم.
نملك البدائل
أضافت هبة ان هناك العديد من الوسائل التكنولوجية أكثر تطورا يمكن الاعتماد عليها مثل السبورة الذكية التي تستخدم للدخول لشبكة الإنترنت خلال الحصة بكل سهولة ويسر أيضا جهاز الداتاشو. الكاميرا الديجيتال والميني كمبيوتر وكلها وسائل تقوم بأدوار تكنولوجية أكثر ملائمة من استخدام الموبايل أثناء الحصص الدراسية فالمهم هو الاستخدام الأكثر أمنا وتحكما في سير العملية الدراسية وليس شكل هذه التكنولوجيا.
توضح هبة ان إدخال تكنولوجيا الموبايل سيكون حجة من التلاميذ لابتزاز أولياء الأمور بالإضافة لكونه عبأ ماديا كبيرا. العملية التعليمية في مدارسنا ليست في حاجة إليه خاصة اننا نمتلك البدائل الأكثر ملائمة للمجتمع ولعقلية الطالب كما سيصبح الموبايل وسيلة لتعطيل العملية التعليمية نظرا لصعوبة السيطرة علي استخدامه بشكل سليم داخل الفصل من عدد كبير من الطلاب.
في المدارس الدولية
أوضحت ان تكنولوجيا الموبايل تمثل شكلا حضاريا ووسيلة مواكبة العصر لكن تطبيقها ربما يكون أكثر جدوي وملائمة للمدارس الدولية وليس في المدارس الحكومية العادية.
تقول عبير عاطف مدير قسم التطوير التكنولوجي بإدارة حلوان التعليمية ان إدخال الكمبيوتر في الأساليب التعليمية سوف يثير جدلا كبيرا بين أولياء الأمور والقائمين علي العملية التعليمية لان هناك العديد من البدائل الأكثر سهولة في الاستخدام والتطبيق بالإضافة لنظام مجموعات العمل التي يتم إجراؤها بين الطلبة والمدرسين ويقوم كل منهم بتقييم عمل المجموعات الأخري وبالتالي نبني ثقافة النقد البناء في شخصية الطلبة وبالتالي نجد ان تعميم فكرة ورش العمل سوف يكون أكثر جدوي من تعميم فكرة إدخال الموبايل في العملية التعليمية
أضافت ان هناك العديد من الاثار الجانبية المرضية لاستخدام الموبايل بشكل زائد عن القدر المطلوب وبالتالي سنجد أنفسنا أمام أكثر من جانب سييء لاستخدام الموبايل داخل المدارس بالاضافة لذلك نجد ان إدخال التكنولوجيا بشكل زائد في التعليم سوف يؤدي لتعطيل الجانب الإبداعي لدي الطلبة.
فالمجتمع المصري بشكل عام لا يجيد ثقافة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة في شكلها المفيد بل إني أطالب بتقنين استخدام الموبايل في المجتمع للأطفال أقل من 15 سنة وفرض عقوبات علي استخدامه في بعض الأماكن العامة كالمستشفيات ونقاط الطوارئ.
قالت عبير ان تطبيق إدخال الموبايل في المدارس كوسيلة تعليمية يعد كارثة بجميع المقاييس.
الأضرار كثيرة
أضاف جمال مختار أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان الأبحاث العلمية أثبتت ان استخدام الموبايل في الحوار دون استخدام سماعة الأذن يعرض الفرد العادي لمخاطر الأمراض النفسية والعضوية إذا زادت المدة عن 3 دقائق وكذلك الأمر إذا استخدمه التلاميذ لفترة طويلة في التصفح عبر الإنترنت لفترة طويلة متصلة فإنه يؤدي للإصابة بالاكتئاب والتشويش النفسي والعزلة عن المجتمع وهذا التأثير يشمل جميع المراحل العمرية خاصة الأطفال في مرحلة النمو ونجد ان الأضرار السلبية أكبر إلي حد كبير من المنافع إذا ما تمت المقارنة.
أضاف جمال ان نسبة الأمراض العضوية إلي الأمراض النفسية الناتجة عن استخدام الموبايل لفترات طويلة مساوية نسبيا وأكثر خطرا هي الأمراض النفسية لانها تترك أثرا في التلميذ وقد تلازمه طوال حياته إذا ما تم إهمالها وعدم الاهتمام بها.
أوضح انه لا يمكن الفصل بأي حال من الأحوال بين المرض العضوي والنفسي فكلاهما مرتبط بالآخر ويؤثر فيه بشكل مساو تماما.
ينصح بعدم استخدام الموبايل لفترة تزيد علي 30 دقيقة في التصفح أو التسجيل والبعد عن الاستخدام لفترات طويلة متصلة.